الجمعة، يناير 07، 2011

من قال أننا انفصلنا حتى نتوحد وطنياً




من قال أننا انفصلنا حتى نتوحد وطنياً
فتحي حمدالله
في قريتي الآمنة في أقصى جنوب مصر للحياة طعم الأمن ولها أيضا مذاق الحب والألفة . فيها تنفست هواء التوحد على هدف واحد وضحكت من قلبي على كل ادعاءات وسائل الميديا المصرية حول عنف وقسوة الشخصية الصعيدية وقوة شكيمته فى مواجهة أقرب الناس إليه ، ومن خلال هذه الأجواء كنا مشمولين بسكينة وطمأنينة - وما زلنا - نتسابق فى تقديم الضيافة للمعلم نعيم نجار العائلة من القرية المجاورة و الذي يعيش بيننا كفرد من العائلة . وعندما يحدث أمثال الحوادث التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة أرى الدموع تترقرق فى عيني أب مسن وتسيل الدموع على وجنتي أم حانية مستهجنة أمثال هذه التصرفات غير المسئولة . ما زلت أذكر خط صديقي الجميل فى مدرسة نقادة الثانوية سامح والذي اشتاق إليه مع علمي بترسيمه راهباً عقب تخرجه من كلية الطب .
وفى المسيرة التنموية لقريتي البسيطة تعلمنا التنمية على يد أساتذة وتنمويين تعلموا بدورهم فى مدرسة جمعية الصعيد من المنيا والقاهرة مثل الدكتور شريف صادق والدكتور مدحت بصيلة والدكتورة ميرفت صبري وغيرهم كثيرون ، وفى أهم يوم من أيام القرية العظيمة يوم افتتاح المشروع الأهم فى تاريخها الصرف الصحي والذي نفذته جمعية تنمية المجتمع بكوم الضبع كان فوق منصة الافتتاح الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص ليس لشيء إلا أنه لا شيء هناك فى القلوب سوى الحب والسلام والسكينة التي تغمر نفوسنا الطاهرة .
وأشد ما يغيظني عبارات تنفثها وسائل الميديا برائحتها النتنة ونتائجها العكسية ، عبارات مثل الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة وهي عبارات لا مضمون لها ، ولا محل لها من الإعراب فمنذ متى وحدث الانفصال حتى تحدث مثل هذه الوحدة ومتى كان للأمة المصرية أكثر من عنصر واحد هو الشعب المصري العظيم ، وكيف يمكن أن يكون الحل لمشاكلنا هو إفطار جماعي بين رجلي دين ومجموعة من الشخصيات العامة ومجموعة من اللقطات الثابتة والمتحركة ، هل شح الحوار وغلا سعره فى السوق المصري وهل انعدمت سبل التواصل فيما بيننا لتلك الدرجة بحيث يتم اختزالها بهذه الطريقة المشوهة . أرجوكم أيها الأغبياء دعونا وشأننا نعش مثلما كنا فما زال لدينا قدرة على الحياة بقلب طاهر لم تصبه مسرطنات العصر وملوثاته . كفوا عن وسمنا بالفرقة فنحن شيء واحد بالسليقة ولسنا بحاجة إلى وحدة ، فقط نحن بحاجة إلى الجلوس معاً للحوار وليس للإفطار فى شهر رمضان والتقاط الصور التذكارية للنشر والبث عبر الفضائيات .

هناك 4 تعليقات:

بركات خيرى محمد يقول...

الله الله عليك يا فنان
يا ملك الكلمات وسيد العبارات
ما أروعك برقة قلبك نحو بقطر وسعد وغيرهم سلمت صديقي

غير معرف يقول...

فعلن نحن امه واحده ليس فيها مسلم او مسيحى هذه حقيقه وليست مجرد كلام ديننا الحنيف حسنا على ذلك والى الامام ياستاذ فتحى

بركات خيرى محمد يقول...

جميل استاز فتحى الى الامام ورد كيد كل متربص الله واكبر عليك الله يحفظك

قصاصات من الحياة يقول...

فعلا انا قضيت فترة قصيرة فى هذه القرية ولمست ما اشار اليه الاستاذ فتحى