الاثنين، نوفمبر 15، 2010

العيد فى حضرة المتنبي






لست أدري لماذا أتذكر الشاعر الخالد المتنبي - دائما ً - عند كل عيد فأظل أردد أبياته الخالدة وهو يهجو كافور
الإخشيدي تاركاً لنا ما يصيبنا بالأسى الشفيف والحزن الناقد عند قدوم العيد

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

لكنني أتوقف كثيرا عند قوله :

يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما


أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟

أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني

هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ

ثم يبدأ في نثر ذرات الملح فى جروحي تاركاً لي فقط فرصة إسقاط الأجواء السائدة بالقصيدة على الواقع من حولي ألبس الشخصيات ثياباً عصرية

صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا

فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ

نامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها

فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ

العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ

لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ

لا ينقذني من عكوفي على المتنبي سوى مظاهر العيد السائدة فى كل بيت فى مصر تلك التي رآها المتنبي منذ أكثر من عشرة قرون بهذا الشكل ولكن يخطر ببالي سؤال عجيب لا أجد له جواباً

ماذا لو عاد المتنبي بيننا من جديد ماذا يمكن أن يقول عن الحالة المصرية والقضية العربية بشكل عام ؟.
كل عام وأنتم بخير .. كل عيد وأنتم بخير ..

ليست هناك تعليقات: